روائع الساحل الشرقي في الإمارات .. الفجيرة والذيد وخورفكان

(«الشرق الأوسط»)
دبي: ريم حنيني
مناظر الساحل الشرقي من أجمل المناظر الطبيعية في دولة الإمارات. فالشواطئ ذات الرمال الذهبية تمتد وتتداخل مع الخلجان الصغيرة التي تتخلل الصخور الشاهقة الارتفاع وشديدة الانحدار، ويعتبر الساحل الشرقي مكاناً مثالياً للرحلات وقضاء عطلات نهاية الأسبوع، فهو يشتهر بتوفر الرياضات المائية والغطس والاستجمام الذي يمكن أن يتوفر من خلال الإقامة في أحد الفنادق والنُزل المنتشرة على طول الساحل او في خيمة، وعندما تعقد العزم ويشدك الشوق إلى تلك البقعة الساحرة ما عليك سوى أن تستقل السيارة لتبدأ أمتع رحلة شتوية مع العائلة، وأول ما يطالعك على الساحل الشرقي هو الفجيرة، الجوهرة المكنونة التي تقع في حضن المحيط الهندي على الساحل الشرقي وتستعرض أميالا طويلة من الشواطئ الرملية الذهبية والبحر الأزرق الساحر المتلألئ تحت أشعة الشمس الساطعة، وإذا كنت من عشاق الماء والخضرة فلا بد من زيارة شطر وادي الوريعة الواقع على بعد 45 كيلومترا شمال مدينة الفجيرة التي تفاجئك فيه الشلالات الجميلة الساقطة على مدار العام، وشلالات الوريعة من أجمل الشلالات في الامارات، حيث تنساب المياه النقية طوال العام في مشهد بغاية الجمال، ولقاصدي العلاج يفتح منتجع عين الغمور الكبريتي الذي يقع على بعد نحو عشرين كيلومتراً جنوب مدينة الفجيرة أبوابه للزوار الذين يقصدونه من مختلف أنحاء الإمارات وبعض الدول المجاورة، ولن يطاوعك قلبك بأن تركب السيارة لتترك مدينة الفجيرة دون المرور على مسجد البدية هو من أقدم المساجد بدولة الإمارات، ويعرف باسم مسجد عثمان ويشتهر بتصميمه الفريد المتمثل بقبابه الأربع الصغيرة.
بعد الفجيرة تطالعك مدينة مسافي التي تشكل هي وشلالاتها وجهين لعملة واحدة التي تتربع مع مصنع تعبئة المياه فوق ممر رائع ينحدر الى سهل حصبائي يمتد حتى المحيط الهندي. ويمكن الخروج في رحلة سياحية بسيارات الدفع الرباعي بين ربوع وادي طيبة الذي يبعد حوالي 10 كلم شمالاً بعد مسافي وقبل بداية الممر، كما يمكن الاستمتاع بتجربة تسلق الجبال في هذه المنطقة، وبعد مسافي تطل مدينة الذيد على مد البصر، وقبل أن تعرف المنطقة تكييف الهواء كانت هذه الواحة هي المدخل لمنطقة ذات مناخ جاف نسيباً وخضرة رائعة ساحرة، وعند مدخل مدينة الذيد تتراءى أشجار النخيل الخضراء المنتشرة أينما حللت، مكونّة واحة غناء مثيرة، وعلى طول الشارع الرئيسي بمدينة الذيد تنتشر العديد من المحلات التجارية متنوعة الأغراض وفروع المصارف إضافة الى سوق الذيد المغطى، وعند الدوار الثاني يؤدي الطريق اليسار الى فلج المعلا والى اليمين الى الساحل الشرقي عبر منطقة المزارع والسهل الرملي، وتعتبر الذيد مركزاً رئيسياً ومهماً لتسويق منتجات المزارع من الخضراوات والفاكهة مثل فراولة الذيد الشهيرة. وقد بدأت مزرعة ميراك بزراعة الفراولة في منتصف عام 1980 وما أن تحقق إنتاجها المتوقع في الشتاء بدأت بتزويد أسواق أوروبا والشرق الأقصى، وأصبح متوسط صادرات مزرعة ميراك 70 طنا من الفراولة سنوياً الى جنوب شرقي آسيا وجنوب أفريقيا وأوروبا.
والآن تقوم مزرعة ميراك بإنتاج الخضراوات ذات القيمة العالية التي كانت في السابق تستورد من الخارج، ومن ثم يتم توريدها الى الأسواق المحلية.
بعد الذيد تطل مدينة مسافي فترتفع أمامك جبال حجر بمنظرها الرائع. وقبيل مسافي يوجد سوق الجمعة الذي يفتح يوميا من الساعة الثامنة صباحاً وحتى العاشرة مساء وتنشط حركته بصورة ملحوظة يوم الجمعة، وتعرض فيه الأواني الفخارية المصنوعة محلياً والسجاد والنباتات والأسماك المجففة والألعاب والفواكه والخضراوات بأسعار منافسة ومعقولة وهو سوق يستحق التوقف عنده والتعرف على محتوياته. هناك طريقان متفرعان من دوار مسافي يمران عبر الجبال التي شُقت لتسهيل الوصول الى الساحل الشرقي، فالشوارع والطرق الحديثة مُهدت عبر الجبال تتيح التمتع بمناظر الطبيعة وتأمل سحرها الخلاب... ومن أعلى التلة وعلى امتداد البصر يبدو ذلك الخليج الطبيعي الذي يحتضن مدينة خورفكان الهانئة وميناءها البحري ... وعلى البعد تظهر الملامح الجلية المميزة لجزيرة الشرق الساحرة، وللوهلة الأولى تبدو للعيان بعض معالم مدينة خورفكان السياحية التي شدا في حقها أحد الشعراء وهو جالس على شاطئها قائلا : يا حادي الركب طول السير أضناني قف بي تمهل فهذه خورفكان مدينة السحر قد طاف الجمال بها وماؤها العذب يروي كل ظماَن وتجد في المدينة الساحرة قصر حاكم الشارقة يشرق بشموخ من على قمة جبلية.. ويبرز على الجانب الآخر فندق اوشيانيك السياحي بتصميمه المميز وموقعه المتفرّد الذي يجعله مقصدا لكل زوار مدينة خورفكان، وتعتبر المنطقة الخلفية منطقة صخرية ذات بيئة صعبة، فيها مصاطب منحوتة في الوادي الخصيب لزراعة بعض المحاصيل البديلة كعلف الحيوانات وأشجار النخيل والخضراوات وبعض الحمضيات، ويعتبر سد الرفيصا الموجود وسط الجبال من أهم معالم مدينة خورفكان السياحية. ويوفر السد إحتياطيا من الماء للمدينة ويحميها من الفيضانات ويقع مدخله على الطريق الدائري عند شارع رملي الى اليمين من فندق اوشيانيك، وهناك اسطورة بوجود قرية مدفونة تحت السد يمكن رؤية آثارها ومبانيها عندما تكون مياه السد صافية، وليس بعيدا عن شمال خورفكان تطالعك مدينة دبا الحصن، فلا تجد غير مدينة هادئة تربض على ساحل خلاب المنظر، وقد عُرفت بمكانتها العريقة والقديمة في التاريخ.. فعلى أرضها قُمعت فتنة عظيمة خلال حروب الرِدّة .. وكانت موطناً رئيسياً للهجرات التي وفدت على الخليج العربي من اليمن، وساهم موقعها الجغرافي المهم في دعم مكانتها التجارية على المحيط الهندي ترتفع الجبال المحيطة في هيبة وشموخ الى اكثر من 6000 قدم وتتوارى في شبه جزيرة مسندم، ويتواصل هذا المنظر الطبيعي البديع حتى إمارة رأس الخيمة على الساحل الغربي، وتعتبر دبا الحصن من أهم مراكز الصيد، وكعادة مناطق الصيد فإنها تعج مساء بالعديد من الزوار لمشاهدة ومتابعة الحصاد اليومي للصيادين والتمتع برؤية عطاء البحر المتنوع وخيره الوفير.
وكن على علم بأن زيارتك لمناطق الساحل الشرقي في الإمارات ستكون وبكل تأكيد ناقصة لو نسيت المرور على اقدم غابة استوائية في الجزيرة العربية. فهذه المنطقة الهادئة الجميلة والمليئة بغابات الاشجار الخضراء، تشكل خلفية رائعة للصخور الكبيرة والاجراف المنحدرة في جبال حجر ذات اللون الأرجواني والمياه الزرقاء الصافية الطبيعية في خور كلباء (القِرم) والتي تعتبر كنزاً طبيعياً لا يقدر بثمن، فقد تم تشييدها حديثاً في مساحة تبلغ 1230 هكتاراً، وبها اشجار يبلغ ارتفاعها ثمانية امتار. في داخل هذه المحمية لا يمكن الإحساس بالوحدة، فصوت اندفاع الماء وحركة الحيوانات واصوات الطيور من كل صوب جعل من هذا المكان عالماً جميلاً مليئا بالحركة والحيوية، ويوجد في المحمية جميع انواع السرطان، التي تحفر جحوراً لتحمي نفسها من طيور النورس والطيور المائية الأخرى التي تعيش في المحمية. وقد جعلت الطيور والحيوانات الموجودة من خور كلباء محمية طبيعية ذات اهمية خاصة للحيوانات المعرضة لخطر الانقراض. وتعتبر المحمية الطبيعية في خور كلباء ملجأ رائعا لانواع مختلفة من الطيور خاصة الطيور المائية مثل البلشون، كما أن طيور القاوند الأبيض التي تواجه خطر الانقراض تفقس فقط في كلباء ويوجد منها الان 55 زوجا فقط، والجهود مبذولة لحماية نوع آخر من الطيور من الانقراض هو طير الشادي المغني. وتضع السلاحف الخضراء المهددة بالانقراض أيضاً في جميع أنحاء العالم بيضها في الشاطئ ولكنها بدأت تتأثر بوجود الصيادين والأنشطة الترفيهية لذلك منع بصورة مؤقتة إجراء أي عمليات او نشاطات وذلك لحماية المنطقة والسماح للطبيعة بتجديد ذاتها. وعلى المدى الطويل يمكن لأشجار وغابات خور كلباء ان تنمو لتكون قبلة للزائرين والسياح ومرفقاً للبحوث العلمية.
* أبرز الفنادق في منطقة الساحل الشرقي > فندق جال الفجيرة : ويتألف من سعبة مبان بين غرف وأجنحة وشقق فندقية يصل عددها الى مئتين وسبعة وخمسين. إضافة إلى نادي غطس، وسبعة مطاعم عالمية متنوعة، هاتف: 2449700 ـ 09 > ميريديان العقة بيتش ريزورت ـ الفجيرة : يعد أحدث منتجع في الساحل الشرقي ويطل على شاطئ العقه والمحيط الهندي، الموقع الممتاز للفندق يمكن السائح من الذهاب إلى عدة أماكن في المنطقة الشرقية دون تعب. هاتف : 2449000 ـ 09 > فندق الفجيرة بيتش: فندق فاخر يقع في مدينة الفجيرة على بعد عدة دقائق فقط من مركز المدينة ومطار الفجيرة الدولي. هاتف : 09 ـ 2228111 > استراحة حديقة عين مضب الكبريتية السياحية : تقع هذه الحديقة في واد بالقرب من جبال هاجر خارج منطقة الفجيرة وتحتوي على المياه المعدنية للاستشفاء والتي تعالج العديد من أمراض الروماتيزم والبرد، وتقع فيها بركتان للسباحة احداهما خاصة بالنساء، وتقام في العطلات العامة على مسرح الحديقة مهرجانات تحتوي على مختلف العروض الشعبية والفلكلورية. أوقات الدوام من الساعة 10 صباحا وحتى 11 مساء ما عدا يوم السبت فهو عطلة رسمية. هاتف : 2227600 ـ 09 > فندق الأوشيانيك ـ خورفكان : يقبع في نهاية الشاطئ كنقطة نهاية السطر، وهو أحد أهم الفنادق في المنطقة، ويتميز بموقع فريد ومطل على البحر، هاتف: 2385111 ـ 09